لم
يمر سوى 35 يوما من عمر العام الجديد 2011 الذى شهد العديد من الكوارث
والمظاهرات التى اجتاحت محافظات مصر منذ الدقائق الأولى لهذا العام، كانت
البداية بمذبحة كنيسة القديسين
فى الإسكندرية بعد 15 دقيقة فقط من
بداية العام لتدوى الانفجاريات أمام الكنيسة مع دقات الساعة 12.15 بعد
منتصف الليل ما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات، ودفع ذلك 120 مواطنا مسلما
للتبرع بدمائهم للضحايا الأقباط المصابين فى حادث القديسين صباح يوم أول
يناير، وفى نفس اليوم أصدرت جامعة الأزهر بيانا، حثت فيه الشعب المصرى على
الوقوف يدا واحدة ضد الإرهاب، كما أصدرت وزارة الصحة قرار للإسعاف الطائر
بنقل المصابين ذوى الحالات الحرجة إلى القاهرة.
وفى يوم الأحد 2
يناير اندلعت مظاهرات "المسلمين والأقباط" أمام الإذاعة والتليفزيون
للتنديد بالإرهاب حاملين المصاحف والصلبان، إضافة إلى مظاهرات غاضبة
للأقباط والمسلمين معا للتنديد بالإرهاب أمام الكاتدرائية بالعباسية.
وفى
يوم الاثنين "3 يناير" ظهرت لافتات للهلال مع الصليب تجتاح مدينة
الإسكندرية متأثرة بالحادث، وفى نفس اليوم طالب مجلس الشعب بسرعة ضبط
الجناة وضرورة تكثيف الحراسة حول الكنائس، ولم يتوقف دور الأزهر حيث قاد
شيخه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب صباح "الثلاثاء 4 يناير" مسيره
للتنديد بحادث الإسكندرية، إضافة إلى الوقفة الاحتجاجية للسينمائيين بوسط
القاهرة ونظم جميع طلاب مصر نظموا وقفات احتجاجية يوم" الأربعاء 5 يناير"
للتنديد بالإرهاب، فى اليوم التالى، الخميس 6 يناير، تحرك عدد من الرموز
السياسية ورجال الإعلام إلى الكاتدرائية للمشاركة فى عيد الميلاد، كما
توفى الشاب السلفى سيد بلال بالإسكندرية فى نفس اليوم، ومن ثم أطلق عمرو
خالد يوم الجمعة 7 يناير حملة بعنوان إنترنت بدون فتنة.
لم
تتوقف المظاهرات المنددة بالإرهاب بعد الأسبوع الأول حتى اشتعلت أكثر يوم
"الثلاثاء 11 يناير" عندما لقى مواطن قبطى مصرعه وأصيب 6 آخرون عقب إطلاق
مندوب شرطة النار بطريقة عشوائية على أسرة كانت تستقل القطار 979 فى مدينة
سمالوط بمحافظة المنيا، وفى يوم "الأربعاء 12 يناير" تم نقل بعض المصابين
إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة لتلقى العلاج، وبدأت تحقيقات النيابة فى
الحادث، خاصة بعدما ترددت أنباء مفادها أن الجانى يعانى من مرض نفسى،
الأمر الذى ألهب الشارع المصرى خلال 13 يوم متتالية حتى 25 يناير حيث كان
يوم الغضب "عيد الشرطة سابقا" عندما تحرك آلاف من المواطنين بالقرب من
مسجد مصطفى محمود بالجيزة مرورا بالبطل أحمد عبد العزيز ليستقروا فى ميدان
التحرير وسط القاهرة، ومن ثم اندلعت المظاهرات فى معظم محافظات الجمهورية،
بينما شهدت البلاد استنفارا أمنيا شديدا فى كل الميادين، واعتقالات
عشوائية فى المترو والتحرير والإسعاف ورمسيس يوم "الأربعاء 26 يناير".
استمرت
المظاهرات لليوم الثالث "الخميس 27 يناير "وألقى القبض على مجموعة كبيرة
من المتظاهرين، لتستيقظ مصر فى اليوم التالى على ما أسموه بجمعة الغضب"28
يناير" والتى شهدت ثورة تاريخية سقطت فيها أقسام الشرطة والمنشآت العامة
بينما أحرق مبنى الحزب الوطنى وفرت الشرطة هاربة وخلت الشارع تماما من
الأمن، وبات البلطجية واللصوص يفعلون ما يشاءون من سرقات ونهب، واغتصاب فى
بعض الأحيان، وهو ما تزامن مع خروج المساجين والمعتقلين من سجونهم،
وانتشرت الفوضى فى البلاد.
ألقى الرئيس مبارك خطابا مساء الجمعة،
أكد فيه أنه طالب الحكومة بتقديم استقالتها وتعهد بالعديد من الإصلاحات،
بينما شهد مساء الجمعة نزول القوات المسلحة إلى الشارع ليبدأ حظر التجوال
فى الأيام التالية.
تواصلت المظاهرات المطالبة بإسقاط
النظام فى مختلف المحافظات بالرغم من خطاب الرئيس واستمرت حوادث السرقات
وظهرت اللجان الشعبية المناضلة التى حمت البلاد وحافظت على الممتلكات
العامة والخاصة، إلا أن البلاد كادت أن تدخل منعطفا خطيرا لولا ظهور
الرئيس مرة أخرى مساء "الثلاثاء أول فبراير" ليلقى خطابا هاما، يؤكد فيه
عدم اعتزامه على الترشح خلال الدورة القادمة، وأبدى رغبته فى الموت على
أرض هذا الوطن الذى ولد فيه، وسيموت عليه، لأنه عاش من أجله وحارب من
أجله، لافتا إلى تمسكه ببقائه لاستكمال دورته حتى لا تعم الفوضى فى البلاد.
صباح
"الأربعاء 2 فبراير" اندلعت مظاهرات ترفع صورة مبارك وتطالبه بالبقاء، ومن
ثم شهد الشارع المصرى نوعين من المظاهرات- معارضة ومؤيدة- أسفرت عن وجود
العديد من القتلى والمصابين خلال الخمسة أيام الأولى من شهر فبراير.